أتمنى لو لم أفعل ذلك. أب مصري علم بمقتل ولديه في ليبيا عبر الفيسبوك

وبينما كان يحمل الهاتف رأى صورة ولديه المتوفيين (الأب)

نشرت من قبل:
آخر تحديث:

على الرغم من الكارثة التي حلت بشرق ليبيايوم الأحد الماضي، ألقت بظلالها على المشهد العام: عائلات مصرية مكلومة، أمهات وأخوات محطمات، حزن على أقاربهم الذين سافروا من أجل لقمة العيش وعانوا من مصير أسود.

مأساة مفجعة

ولعل حال المزارع المصري أشرف سعداوي عبد الفتاح في قرية بني سويف المصرية لم يكن أفضل من غيره. وبينما كان يسقي المحاصيل على طول نهر النيل جنوب العاصمة القاهرة ويتصفح هاتفه المحمول، علم بوفاة اثنين من أبنائه غرقا في ليبيا.

ونظر الرجل إلى قائمة منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي بأسماء المصريين الذين لقوا حتفهم في الفيضانات المروعة التي اجتاحت مدينة درنة مساء الأحد، فعثر على أسماء ولديه محمد وعبد الرحمن البالغ من العمر 23 عامًا. 19 عامًا، على القائمة، مع 6 من أقاربه وعشرات الرجال الآخرين من قريتهم، حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس.





أمسك الهاتف بغضب

ولم يتمكن المزارع الحزين من حبس دموعه وهو يتحدث قائلا: “هذه صدمة كبيرة ليس للأسرة فحسب، بل لبني سويف بأكملها”.

يذكر أن محمد نجل عبد الفتاح الكبير سافر إلى ليبيا منذ 3 سنوات لتحسين مستوى معيشتهم، حيث عمل كعامل مياومة في درنة وأرسل كل الأموال التي ادخرها إلى والده. مصاريف العائلة.

وفي وقت سابق من هذا العام، انضم عبد الرحمن إلى شقيقه في درنة بعد البحث عن عمل في مصر لمدة عامين دون جدوى، على حد قول والدهما.

الدعوة الأخيرة!

وعن المكالمة الأخيرة، أشار عبد الفتاح إلى أنه تحدث مع ولديه يوم 8 سبتمبر عبر الفيديو لمدة نصف ساعة مع باقي أفراد الأسرة. تحدث محمد مع والدته عن خططه للزواج، واستمع بسعادة لأخبار مسكنه الجديد، وأنه يستعد للزواج، وما بناه له والده من إضافة طابق ثالث لمنزل العائلة.

كما توفي أبناء شقيق عبد الفتاح الثلاثة في درنة. وقال إن والدتهم كانت في حالة صدمة ولم تعد قادرة على الكلام.

وتابعت والدموع في عينيها: “لقد دمرت العائلة بأكملها.. أتمنى لو لم أتفحص هاتفي”.

متصفحك لا يدعم فيديو HTML5

كارثة كارثة!

بالإضافة إلى ذلك، لا يجد عبد الفتاح راحة كبيرة في قدرته على دفن أطفاله، لذا فإن قلبه مع القرويين الآخرين الذين دفن أطفالهم على بعد مئات الكيلومترات في مقابر جماعية في ليبيا.

وبينما يواصل الرجل النظر إلى صور أطفاله على هاتفه ويحبس دموعه، يقول: “أرادوا لنا أن نعيش حياة أفضل… هذه كارثة… كارثة على القرية بأكملها”.

وقد توفي ما لا يقل عن 74 رجلاً من القرية، بعضهم لا يتجاوز عمره 17 عامًا، في الكارثة الليبية.

متصفحك لا يدعم فيديو HTML5

بينما تم دفن الضحايا، وهم 74 رجلاً من القرية، الأربعاء الماضي، في نزلة الشريف، على بعد 167 كيلومتراً من القاهرة، في جنازة جماعية حضرها مسؤولون محليون ومئات من أهالي القرية.

تسبب انهيار سدين للمياه بمدينة درنة مع إعصار دانيال، في مقتل وخسارة آلاف الأشخاص، وتدمير المدينة وخسارة العديد من المناطق السكنية، في ظل تزايد الخسائر البشرية والمادية.

اقرأ أيضا

ظهر المنشور في الأصل على www.alarabiya.net

Leave A Reply

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More