الشاعر هاشم صديق
وبعد أن انشغل السودانيون بصورته وهو محمول على عربة تجرها الخيول (تسمى محليا كارو) لإجلائه من مقر إقامته في أم درمان بالرصاص، ظهر فيديو جديدالشاعر الملحمي الشهير هاشم صديق.
وشوهد الصديق الذي يوصف بشاعر الشعب ويعتبر من أبرز رموز الفن والإبداع في السودان، ملقى على سرير تناثرت عليه قصاصات الخشب في منزله.
وفي مقطع فيديو شاركه العديد من السودانيين على وسائل التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة، أعرب صديق عن أمله في ألا يكون الحادث المروع عملية مدبرة لاغتياله والقضاء عليه جسديًا.
الشروع في القتل
كما أشار إلى أن الرصاصة التي استهدفت سريره لم تكن عرضية أو صدفة، بل هي محاولة قتل وعلى الأغلب تصفية جسدية، استنادا إلى أن المكان كان هادئا في ذلك الوقت ولم تكن هناك أصوات قنابل. أو قنابل، ولم يكن هناك إطلاق صاروخي أو مدفعي بين الطرفين المتحاربين في المنطقة السكنية. وفي مقطع فيديو خطير، روت تفاصيل الكابوس المرعب، قائلة إنها سمعت صوت طقطقة مرعب، أعقبه طلقة نارية خرجت من الغرفة وسقطت على بعد بوصات من صدرها.
وأوضح أنه شعر بشظايا صغيرة متناثرة في وجهه وصدره، مما يؤكد أنه نجا من موت محقق.
وأضاف أن الرصاصة كسرت صمت الغرفة. وبينما كان يرقد وحده داخلها، ذهب الرفيق إلى السوق ليشتري احتياجات المنزل. وذكر أنه شعر بخوف شديد عندما اخترقت الرصاصة سقف الغرفة قبل أن تسقط على الأرض لأنه لم يكن يعرف بالضبط ما كان يحدث في ذلك الوقت. وظل على هذه الحال في حالة من الخوف والذعر حتى عاد رفيقه محمد وأكد له أن الغرفة تعرضت لطلق ناري حيث وجد بقايا مظروف فارغ على الأرض.
فيما أظهر الفيديو بوضوح تأثير الرصاصة على السقف والسرير، والثقب الذي أحدثته في السقف، وكسر إحدى زوايا السرير الخشبي الذي كان يرقد فيه الشاعر هاشم صديق، قبيل سقوطه على الأرض. .
صورة للرصاصة التي أصابت غرفته
صور حزينة
وأوضحت مصادر مقربة من عائلة الشاعر لـ”العربية.نت” قبل أيام أنه تم نقل الشاعر على عربة في ظروف صعبة للغاية بعد أن بحثوا لأكثر من عشرة أيام عن عربة توك توك لنقله، كما أكد الدعم السريع ولا تسمح القوات للمركبات النظامية بعبور مناطق سيطرة الجيش السوداني إلى مناطق سيطرتها، لكن كل محاولاتها باءت بالفشل ولم تجد وسيلة أخرى للإخلاء سوى حملها على ظهورها. “الجزرة”، خاصة بعد أن أصبحت الحياة مستحيلة في حي بانتي القديم شرق مدينة أم درمان، إحدى المدن الثلاث التي تشكل العاصمة السودانية الخرطوم.
كما تأكد حينها وصوله بسلام إلى منزل بضاحية الثورة بأم درمان الخاضعة للسيطرة العسكرية.
يُشار إلى أن هاشم صديق يعد أحد أساطير السودان الثقافية والأدبية، وقدم أعمالاً خالدة في مختلف مجالات الفن والإبداع.
هاشم صديق
الخلاف مع البشير
كما قدمت للمسرح السوداني أعمالاً عظيمة مثل مسرحية أحلام الزمان التي فازت بالجائزة الوطنية لأفضل سيناريو مسرحي عام 1973، ومسرحية نبتتي الجميلة التي فازت بجائزة السيناريو الأدبي عام 1974. وغيرها بالإضافة إلى المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية الشهيرة.
وبسبب بعض أعماله الإبداعية، أصبح نظاما جعفر نمير وعمر البشير معاديين له، وتم إيقاف بعض أعماله أمنيا.
كما يعتبر من أشهر الشعراء في البلاد وقد تغنى بقصائده كبار الفنانين مثل محمد الأمين ومحمد وردي وأبو عرقي البخيت. وأشهر هذه الأعمال “أوبرا ملحمة الثورة” أو “الملحمة” التي تدور حول ثورة أكتوبر الشعبية 1964 في السودان. كتب كلماتها أحد الأصدقاء وهو لا يزال صغيراً، لم يتجاوز العشرين من عمره.
كما تعتبر “ملحمة” من ألحان الفنان الموسيقي محمد الأمين أول تجربة ناجحة في الغناء الكورالي في السودان، حيث اعتمدها الجمهور السوداني على نطاق واسع حتى أصبحت وطنية. ميراث.
اقرأ أيضا
ظهر المنشور في الأصل على www.alarabiya.net