عبلة الجمل اسم لا يمكن للكثيرين الخلط بينه وموهبة مصرية نادرة تمكنت في سنوات قليلة من تحقيق الاعتراف الأدبي لدى النقاد وصناع السينما، بالإضافة إلى التقدير الأخلاقي الذي يمثل «الحب الساحق» للجماهير. والغريب والمدهش أنه رغم غيابها عن المسرح إلا أن حب الجمهور وتعلقه بها يتزايد. الدعوات لتكريمها لا تتوقف أبدا.
في عيد ميلادها الـ63، “المصري اليوم” تتحدث عن رحلة التمثيل وشخصية مصر الأولى عبلة كامل.
عبلة الجمل “إدراج”.
مسيرتك الفنية باختصار
ولدت عبلة كامل في 17 سبتمبر 1960 على ضفاف البحيرة في مصر، حيث تلقت تعليمها الأول. التحقت بعد ذلك بإحدى الجامعات المصرية، وتخرجت من كلية الآداب عام 1984، ثم بدأت مسيرتها الفنية.
كانت بدايات عبلة كامل في المسرح الجامعي حتى حصلت على فرصة الظهور في أحد الأفلام بفضل المخرج يوسف شاهين. وكان فيلم “وداعا بونابرت” الذي عرض في يوليو 1985 هو أول أفلامها وبداية مشوارها الفني.
وفي نفس العام شاركت أيضًا في الجزء الثاني من مسلسل “شاهد ودموع” وفي فيلم “الطوفان”. وفي عام 1986 ظهرت في ثلاثة أفلام هي: “اليوم السادس”، و”للحب قصة أخرى”، و”البنات والمجهول” في دور سميحة عبد الستار.
وفي عام 1987 انتقلت بين السينما والتليفزيون: فظهرت في الجزء الأول من مسلسل “ليالي الحلمية” في دور رقية البدري، ولعبت دور الدكتورة رقية البدري. سهير في فيلم “اليوميات”. امرأة عصرية” ودور فاتن في فيلم “الطلسمان”.
وفي السنوات المتبقية من الثمانينات، ظهرت النجمة عبلة كامل لجمهورها في أربعة أفلام: “قصة نصف مليون دولار”، و”سرقة الصيف” في دور عائشة، و”يوم مر، يوم حلو”. . “” في دور سعاد عبد الجبار و”نهر الخوف” في دور كاميليا سعيدة؛ كما ظهرت في مسرحية “عفريت لكل مواطن” ومسلسل “ثمار الشوك” والسهرة التليفزيونية “الدرملي وصل”.
مع بداية التسعينيات، رسخت اسم عبلة كامل في سوق السينما والتليفزيون، إذ لعبت أدوارًا في أعمال مثل الجزء الرابع والخامس من ليالي الحلمية، إسكندرية كمان وكمان، ضمير عبلة، حكمت، الفضائي. المال والبنون والمرسيدس والستات وسائقي الهانم بالإضافة إلى قطع مثل عطوة أبو مطوة والحادثة المجنونة وهوانيم جاردن سيتي.
بالإضافة إلى دورها المميز في المسلسل، لن أعيش تحت ستار والدي.
نجم سينمائي
ومع حلول العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تغير المسار الفني لعبلة كامل، خاصة مع فيلم اللمبي، الذي لعبت فيه شخصية عمتي فرنسا. حقق الفيلم نجاحا كبيرا لدى الجمهور، ونجحت عبلة كامل معها كشخصية عمتي فرنسا لتبدأ مرحلة سينمائية جديدة ورحلة مع المنتج أحمد السبكي.
وتظهر كبطلة سينمائية في أفلام مثل «كلم ماما»، و«عمتي فرنسا»، و«سيد العاطفي»، و«عودة النادلة»، و«بلطية العيمة».
بالإضافة إلى أدوار درامية مهمة في مسلسلات مثل «أين قلبي» و«ريا» و«سكينة» و«هيما» و«سلسال الدم».
أدوار لا تنسى لعبلة كامل
ما يميز عبلة كامل هو قدرتها الاستثنائية على تشخيص وتجسيد الأدوار المختلفة بدرجة عالية جدًا من الحساسية، وهو ما يظهر في الأدوار التي سنتناولها في السطور التالية:
رقية البدري (ليالي الحلمية)
يتم إبعاد الفتاة المظلومة على يد شقيقها سليم البدري، الذي يأخذها إلى المصحة لإحراجها وتقع ضحية الزواج من أشخاص يستغلونها ويستغلونها. وتجسد عبلة كامل دور المرأة التعيسة والمضطهدة ذات الشعور العالي الذي أثار التعاطف والإعجاب بين المشاهدين مع استمرار عرض المسلسل.
وداد (هستيريا)
الفتاة الحالمة التي تعشق زين بجنون ولا تهتم بقيود المجتمع، تواجهها باندفاعها وحبها لزين، لدرجة أن شخصيتها ومقولاتها في الفيلم تبقى موضوعاً على مواقع التواصل الاجتماعي إلى هذا الحد. يوم.
فاطمة (لا أسكن في ثوب أبي)
من منا لا يتذكر فاطمة كشري، العاشقة والمخلصة لعبد الغفور البرعي، التي انطلقت معه رحلة النضال والصعود إلى القمة، في شخصية شعبية تجسدها عبلة، والتي من أجلها حصلت على اعتراف أدبي من النقاد والجمهور.
ريا (ريا وسكينة)
وفي خروج تام عن تقليد الأدوار الطيبة والمتواضعة، يجسد عبلة شخصية شريرة ومتعطشة للدماء. لتعيش هذه الشخصية مع الجمهور، خاصة وأن المسلسل لا يزال يعرض في عصر وسائل التواصل الاجتماعي.
نجم الكوميديا والميمات
مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي ودخولها الكامل إلى حياتنا، احتلت الفنانة عبلة كامل مكانة كبيرة في القصص المصورة والميمات، خاصة شخصية فاطمة في مسلسل “لن أعيش في زي أبي”.
نجمة رغم غيابها عن المسرح
عبلة كامل محدودة للغاية في ظهورها الإعلامي. ولا يوجد أي مقابلات صحفية أو إعلامية في مسيرتها الفنية، باستثناء مقابلة في بداية ظهورها الفني مع زوجها السابق أحمد كمال، ومقابلة مع الإعلامي عماد أديب عام 1998.
كما أنها لا تملك حسابًا رسميًا تم التحقق منه على أي موقع تواصل اجتماعي.
رغم عدم ظهورها على المسرح منذ سنوات إلا أن اسمها يسمع بين الحين والآخر بين شائعات اعتزالها ومرضها، ونفي طليقها أحمد كمال الأمر، ومطالبات باستمرار تجاهلها من قبل الجمهور. ومن حولها أيضًا لتكريم الفنانين.
وتزايد حضورها والأحاديث عنها وكأنها عاشور الناجي في رواية الحرافيش لنجيب محفوظ، حيث تبقى الأسطورة حية وحاضرة رغم غيابها.
لا شك أن تكريم عبلة كامل أمر مطلوب وضروري، فهو الحد الأدنى لموهبة متفرغة بالكامل لفنها، وإذا لم يحدث ذلك، فسيتم تكريمها باستمرار من قبل الجمهور.